مكتبة الروايات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكتيبه 67 (الحلقه الاولى)

اذهب الى الأسفل

الكتيبه 67 (الحلقه الاولى) Empty الكتيبه 67 (الحلقه الاولى)

مُساهمة من طرف صلاح ابورواش السبت مايو 08, 2010 3:17 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الكتيبه 67
عندما يختلط السكون بالصراخ
عندما يصم الصمت الاذن وترى الرعب بالوجوه
عندما يختلط الرعب بالطلقات والدم بالماء
فاعلم انك فى كتيبة الموت
********************* الكتيبه 67
************************************
تلك الصرخه التى كادت ان تقتلع كل خليه من خلايا جسدى
كانت صرخة رعب مدويه جعلتنى اترك مكان خدمتى واطلق لقدماى العنان وان أهرول تجاه مصدرها
وعلى ضوء القمر الواهن لم ارى سوىً جسدان يتصارعان احدهما بملابسه السوداء وشعره الكثيف الذى ينسدل على وجهه يكاد يخفيه تماماً والاخر لم يكن من الصعب ان اعرف من زيه انه احد افراد الكتيبه
لم يكن يصارعه بل يحاول الأبتعاد عنه وهو يصرخ صرخات ممتزجه باللالم والرعب معا
اقتربت اكثر وانا اصوب سلاحى امراً اياه بالابتعاد دون جدوى
لم يكن يأبه بكلامى
وعندما سمحت المسافه بيننا للاراه لم اشعر بنفسى الا وانا اطلق عليه هذا السيل من النيران
فلم ارى من وجهه الا تلك الانياب التى تخترق شعره راسه الكثيف الذى يغطى وجهه وتلك الجثه التى كان يصارعه صاحبها منذ قليل
كانت كل طلاقاتى تخترق جسده الا انه كان يتراجع الا مياه البحر وكان شيئا لم يكن اللهم الا من تلك الاهتزازات الناتجه عن اختراق الطلقات لجسده
كان الذهول يعترينى وانا انظر لهذا الشئ وذلك الدخان ينبعث من فوهة سلاحى بعد ان القى بكل ما فيه من طلقات بجسده وقد التفت الى البحر مخترقا اياه الى الاعماق ببطئ والماء يبتلعه شيئا فشيئا حتى اختفى تماما
ظللت احدق بالبحر وانا استرجع بذهول ما حدث حتى تذكرت تلك الجثه بجوارى فاقتربت منها بحذر مشعلا ً عوداً من الثقاب الذى ما لبث هواء البحر الشديد ان اطفئه فأشعلت اخر ثم اخر الى ان اشعلت مجموعه من الاعواد مجتمعه
كاد قلبى ان يتوقف عن دقاته لهول ما رأيت.
فلم ارى الا وجها مشوهاً وعنقاً مهشماً وجسداً سابحاً ببركه من الدماء يتصاعد منه البخار بالرغم من برودة الجو فى هذا الوقت الذى جاوز الثالثه بعد منتصف الليل بقليل وقطرات المطر تلك التى اخذت فى الهطول رويداً رويداً حتى اصبحت كالشلال
لم أفعل شيئا حينها الا الجرى والصراخ وما ان وصلت الى منتصف الكتيبه حتى كان صراخى قد ايقظ النائمين وافزع الاخرين
كان الجميع يسألونى عما حدث واحدهم يصفعنى على وجهى كى افيق من هذه الحاله الهستيريه التى تعترينى ولكن دون جدوى منى الا الاشاره الى شاطئ البحر
ذهبت مجموعه من الافراد تجاه الشاطئ لايتطلاع الامر وجلس معى البعض ونعتنى البعض الاخر بالجنون وتوعدنى اخرون بضرباً عنيفا قد يحطم ضلوعى
كنت اقبض براحتى على وجهى انظر الى الارض ألوم نفسى كيف لى ان انفعل هكذا اين تلك الشجاعه فى نفسى عندما ابحث عنها
لم يدوم تفكيرى طويلا فما هى الا بضع دقائق حتى دوت صافرات الانذار اللعينه تلك وانقلبت الكتيبه رأسا على عقب والكل يحزم عتاده وينضم الى تلك الصفوف التى نجتمع فيها عند حالات الطوارئ او الانذارات المفاجئه
كانت الهمهمات تعلو من الجنود ولم يكن يشغل بالهم الا الحديث عن هذا الجندى الذى وجدوه مقطع اربا وعن هذا المعتوه الذى وجده والذى لم يكن سوى انا
وبوجه يعلوه الحيره رغم محاولاته باخفاء ذلك خرج علينا (العقيد ناجى) قائد الكتيبه توقفت الهمهمات بين الجنود وتعلقت الانظار بالسيد ناجى وهو يقول
العقيد ناجى : تلك الجثه هى (للرقيب مدحت الراعى) .ولم نعرف اسباب الوفاه بعد.
ولكننا سنقوم بتحقيق موسع وسريع لمعرفة الفاعل حتى ياتى تقرير الطبيب الشرعى والذى لن يستغرق سوى خمس او ست ساعات على الاكثر
والى ان يأتى التقرير سوف يتم ايداع (العريف عمر عبد الدايم) سجن الكتيبه والتحقيق الفورى معه باعتباره المتهم الوحيد حتى الان
تعلقت بى الانظار وبعض الجنود يقتادونى الى سجن الكتيبه فلم اكن انا (سوى عمر عبد الدايم)
كانت تلك مجرد البدايه هكذا قال (الرائد احمد المنياوى) وهو يطوى صفحات التحقيق الخاصه بالعريف( عمر عبد الدايم)
تعلقت الانظار بالرائد (احمد) وهو يستطرد قائلاً:
احمد : فى صباح اليوم التالى وجد العريف (عمر عبد الدايم) مقتولا وحتى الان لم يتم معرفة الفاعل بالرغم من معرفة السبب العجيب للوفاه
قاطعه (الملازم فايز عرفه)
فايز: ما هو السبب العجيب للوفاه وكيف له ان يقتل داخل تلك الزنزانه
احمد: هذا هو العجيب فى الامر . فجحوظ عيناه وملامح وجهه التى تغيرت تغيراً ملحوظ جعلنا نعرض الامر على الطبيب الشرعى هو الاخر لمعرفة سبب الوفاه
فايز : وما العجيب الذى ظهر
احمد: مهلاً الا تود ان تعرف اولا تقرير الطبيب الشرعى عن الرقيب (مدحت الراعى) الذى وجده (عمر عبد البدايم) مقتولا عند الشاطئ اولا
صمت (احمد) ثم اضاف
احمد : مازاد الامر رعبا هو هذا التقرير فقد وجد الطبيب الشرعى اثاراً لفك احدى اسماك القرش وكذلك اثاراً غائره لمخالب حيوان (الارغو) وهو احد الانواع الشرسه من حيوان يشبه الذئب يعيش بالغابات الاستوائيه مما اؤدى الى هبوط حاد فى الدوره الدمويه نتجت عنه الوفاه
فايز :عجيب فعلا هذا الامر ماذا تفعل سمكة قرش على الشاطئ
احمد: الاعجب ايضا ذلك الحيوان الذى لم نسمع عنه من قبل والذى وجدوا اثاراً لمخالبه فقط على الضحيه ولا يوجد اثاراً لأنيابه
وهذا ما جعلنى اقتنع على المستوى الشخصى برواية (عمرعبد الدايم) رحمه الله
فايز : اذا انت تصدق روايه الرجل ذو الملابس السوداء والشعر الكثيف الذى يغطى وجهه ولا يظهر منه الا تلك الانياب
وضحك قليلا ثم اضاف
فايز: هراء.... واين اذاً تلك المخالب ألم يخبر عنها صاحبك اًحد
احمد: لاتنسى ان الظلام كان شديداً فى هذا الوقت ربما لم يراها
فايز : اذاً انت تؤمن بوجوذ هذا ال... ال..... شبح او ماشابه ذلك
وتعالت ضحكاته
قاطعه الرائد احمد:
احمد: الا تود ان تعرف ما هى نتيجة التقرير الصادر من الطب الشرعى عن سبب وفاة العريف (عمر عبد الدايم)
توقف (فايز) عن الضحك وبدا على وجهه الجديه وهو يستمع باهتمام للرائد (احمد) وهو يقول
احمد: أثبت تقرير الطب الشرعى ان الوفاه ناتجه عن اسفكسيا الغرق بماء البحر
لرتسم الذهول على وجه الملازم (فايز) وأردف يقول
فايز: كيف يغرق داخل زنزانته
احمد: وكيف تخروج القروش الى الشاطئ وكيف ومن اتى بحيوان الارغو هنا
فايز: كفا لقد بدأت اخاف بالفعل. ولكن لماذا تخبرنى بهذا كله اتحب ان ترى الرعب بعيون الاخرين
احمد : لا ولكن لقد وقع علينا الاختيار للتحقيق بهذه الواقعه
وهوت تلك الكلمات كالصاعقه على رأس الملازم (فايز)
يتبع

صلاح ابورواش

عدد الرسائل : 17
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 26/06/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى